كلمة سعادة نورة الكعبي خلال الإعلان الرسمي عن إطلاق افتح يا سمسم
01 سبتمبر 2015
كلمة سعادة نورة الكعبي خلال الإعلان الرسمي عن إطلاق برنامج الأطفال “افتح يا سمسم”، الذي أقيم في مدرسة مبارك بن محمد في أبوظبي، 1 سبتمبر 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
السيّداتُ والسّادة، السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه،
لطالما حثَّ الوالدُ المؤسسُ الشيخُ زايد “طيّبَ الله ثراه” على التعليمِ ودعا إلى تثقيفِ الأجيافقد كان يؤمن بأن التعليمَ هو الأداةُ التي تساهمُ في تطورُ الدولةِ، وتفتحُ آفاقَ المستقبلِ لشعبِها.. فمنذُ تأسيسِ الدولةوحتَّى الآن، حافظَ التعليمُ على مكانتهِ كَحَجرِ أساسٍ في استراتيجيةِ الدولةِ من أجلِ تحقيقِ التنميةِ والازدهار.
لكن السؤالَ المطروحَ هوَ: كيفَ نعلّمُ أبناءنا؟ فمع تطورِ الإعلامِ وظهورِ العولمةِ، لم تعدْ مَهمةُ تعليمِ الأطفالِ محصورةً بالأبوينِ ومحيطِ الأسرةِ ، أوحتى بالمدارسِ، بلْ باتَ لدى أطفالِنا مجالاتٌ أوسعَ ومصادرُ أكثرَ لنهلِ العلمِ واستقاءِ المعرفةِ.
لقد مهّدَ التطورُ التكنولوجيُ الطريقَ لفتحِ آفاقٍ جديدة ووسائلَ شتى للتعليمِ ، وتشيرُ الإحصاءاتُ أنَّ 92٪ من سكّانِ الإمارات يستخدمون الإنترنت بشكلٍ فعّال. كما تتعدى نسبةُ انتشارِ الهاتفِ المحمولِ الـ 200٪ وهيَ واحدةٌ من أعلى المعدلاتِ في العالم. وأصبحتِ الأجهزةُ اللوحيةُ جزءاً أساسياً في حياتنا وحياةِ أطفالنا.
علينا أنْ ندركَ حقيقةً مفادها أنَّ الجيلَ الرقميَ مختلفٌ تماماً عن جيلنا.. ولديهم مجموعةً أوسعَ من الخيارات للوصولِ إلى المعلومةِ أكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى.. وهنا تبرزُ قضيةٌ مهمةٌ جداً، ألا وهي أنَّ جُلّ المحتوى الذي يتعرّضُ له أطفالُنا يُصاغُ خارجِ حدودِ الوطنِ العربيِ وبلغاتٍ غيرِ العربية! فعلى الرغأنَّه من المهمِّ تعريضُ الأطفالِ للثقافاتِ الأخرى لمعرفة المزيدِ عن شعوب العالم، لكن ذلك لا يجب أن يكون على حسابِ تراثِنا وثقافتِنا .
لذلك يجبُ علينا أنْ نسألَ أنفسَنا … كيفَ لنا أنْ نتأكدً منْ أنَّ التأثيراتِ القادمةَ من خارجِ الوطنِ العربي متوازنةٌ، وتلتقي مع ثقافتِنا العربيةِ وأنَّها ذاتُ محتوىً تربويٍ ملائمٍ، من شأنهِ أنْ يعلّمَ أطفالَنا ويغرسَ في نفوسِهم الثقافةَ واللغةَ والقيمَ العربية؟ والجوابُ مرةً أخرى، هو أنهُ لا بدَّ لنا منَ الاستخدامِ الأمثلِ لوسائلِ الاتصالِ الحديثة.
فمن خلالِ القنواتِ ذاتِها والمنصاتِ التي تحملُ مضامينَ جديدةٍ لأطفالِنا، يمكنُنا إيجادُ أساليبَ أخرى لجذبِ الأطفالِ وبثِّ محتوىً بلغتنا الأمِّ ينسجمُ مع عاداتِنا وثقافتِنا. فاليومَ لم يَعدْ تعليمُ الطفلِ يمرُّ فقط عبرَ الكتبِ المطبوعةِ أو البرامجِ التلفزيونيةِ ، فمنِ خلالِ التكنولوجياتِ الجديدةِ، وصناعةِ الإعلامِ ثمّةَ أساليبُ جديدةٌ متكاملةٌ منَ التعليم.
وهذا هوَ الدورُ الذي تلعبُه twofour54 من خلالِ تنميةِ صناعةِ الإعلامِ المستدامةِ التي تسهمُ ثقافياً واقتصادياً في مستقبلِ البلاد. حيثُ يضمُّ المجمعُ الإعلامي لدينا حالياً أكثرَ من 380 شركةً إعلاميةً وحوالي 400 موظفاً مستقلاً يعملونُ على تطويرِ المحتوى.
فلدينا التزامٌ منذ فترةٍ طويلةٍ بإنشاءِ محتوى عربي لتلبيةِ احتياجاتِ 400 مليون ناطقٍ بالعربية. ولدينا العديدُ منَ الأعمالِ، التي تشاهدون بعضاً منها على الشاشةِ، ساهم أبناء الوطن بشكل كبير في إنتاجِهَا.. واليوم وبكلِ فخر. يمكننَا أنْ نضيفَ إنجازاً آخرَ إلى هذهِ القائمة … وهو برنامجُ الأطفالِ الأشهرَ على مستوى العالم “افتح يا سمسم”.
لقد كان برنامج “افتح يا سمسم” عملاً مؤثراً للغايةِ عندما عُرضَ في أواخرِ السبعيناتِ من القرنِ الماضي، وما زالَ البرنامجُ محفوراً في ذاكرةِ الأجيالِ السابقةِ بشخصياتهِ المحببةِ وأغنياتهِ الشهيرة. وفي ظلِّ عدمِ وجودِ المحتوى العربيِ الجذّاب، وميلِ أطفالِنا لمشاهدةِ إنتاجاتٍ غيرِ عربية، وتراجعِ استخدامِ اللغةِ العربية.. فأنا واثقةٌ من أنَّ “افتح يا سمسم” بنسختِه الجديدةِ سيكونُ البديلَ الأفضل، وسيساهمُ في تعليمِ أبنائِنا وتعريفِهمْ بتراثِنا وثقافتِنا، وأعتقدُ أنكُمْ جميعاً تَتَشوقونَ لمشاهدةِ أولى حلقاتِ الموسمِ الجديد يومَ الجمعةِ المقبلة.
إن إنجازَ مشروعِ “افتح يا سمسم” هو أكثرُ من مجردِ إنتاجِ برنامجٍ تعليميٍ وترفيهيٍ ناجح، إنّهُ مثالٌ حيٌ على نجاحِ البيئةِ الحاضنةِ لصناعةِ الإعلامِ في أبوظبي، والتي تعملُ على إنشاءِ محتوى بمستوى عالميٍ تتعاونُ من خلالهِ الشركاتُ الإعلاميةُ والمواهبُ المحليةُ وشركاءُ twofour54، ويُنفّذُ ضمنَ المرافقِ والاستديوهاتِ المتطورةِ لدينا. هذا ما تعمل عليه twofour54، بوصفها حاضنةٌ لصناعة الإعلام في أبوظبي
وفي الختام، أودُّ أن أُذكركُم بأحدِ أقوالِ الوالدِ المؤسسِ الشيخِ زايد “رحمه الله” حيث قال:
“الأجيالُ القادمةُ ستعيشُ في عالمٍ مختلفٍ للغايةِ عن هذا العالمِ الذي أَلِفناه، لذا فمنَ المهمِ أن نُجهِّزَ أنفُسَنا وأطفَالنًا للعيشِ في ذلكِ العالمِ الجديد”.
أعتقدُ أن جزءاً من هذا الاستعدادِ الذي دعا إليه الشيخُ زايد “طيب الله ثراه”، يكمنُ في التأكدِ من غرسِ عاداتِنا وتقاليدنا وقيمِنا التي نعتزُ بها في نفوسِ أطفالِنَا لمنحهِم الحصَانَةً والثقَةَ في عالمٍ يزدادُ عولمةً وتمازجاً بين الثقافات.. وبالتأكيد فإن صناعةَ الإعلامِ توفرُ لنا أدواتٍ جديدة للقيام بذلك. علينا أن نتذكرَ أنَّ ثقافتنَا لمْ تتغيرْ، إنَّ ما تغيّر هوَ القنواتُ التي يمكنُ استخدامُها لِتمريرِها إلى الجيلِ القادمِ والأجيالِ التي تَليه.
وفي الختام، يُسعدنُي أن أدعوكُم لمشاهدةِ بعض اللقطات من الحلقة الأولى من “افتح يا سمسم” في موسمة الجديد، آملةً أن ينالَ إعجابكم.
والسلام عليكم
العودة إلى لائحة البيانات الصحفيّة