غيلفوند: صناعة السينما المستقبلية تعتمد على فهم العولمة وتأثيراتها. جوستين كوك يرصد العلاقة بين الموسيقى ووسائل التواصل الاجتماعي
استضافت قمة أبوظبي للإعلام خلال جلسات اليوم الثاني، ديفيد لي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “شاكر ميديا” حيث تحدث عن الأهمية البالغة للفيديو كأداة تسويق وإعلام في العصر الحالي.
وشرح لي كيفية تسهيل التقنيات الحديثة لعملية إنتاج الفيديو بوجود كاميرات الهاتف المحمول وغيرها من الكاميرات سهلة الاستخدام٬ بالإضافة لتوفر برامج التعديل والمونتاج الميسرة التي يمكن لأي شخص تعلمها. وأضاف بأن التحدي الوحيد الذي يبقى هو إيجاد التمويل الضروري لإنتاج فيديوهات تتميز عن غيرها وتصل للجمهور المنشود.
وفي موضوع آخر تناول جوستين كوك، الرئيس التنفيذي لشركة Tunepics، وسائل التواصل الاجتماعي وتجارة الموسيقى. حيث استطاعت هذه المواقع أن تغير من مسار هذه الصناعة. وقال كوك: “تمتلك الموسيقى القدرة على تحويل الأحاسيس٬ وتعطي عمقا كبيراً للمادة الإعلامية.” وتحدث كوك عن تأسيسه لشبكة Tunepics التي تعتبر اليوم أسرع الشبكات الاجتماعية نمواً٬ وهي عبارة عن منصة لمشاركة الصور المرفقة بالموسيقى المناسبة والمعبرة. بالإضافة لذلك٬ تحتوي هذه الشبكة ابتكاراً نال براءة اختراع٬ وهو “دولاب العواطف” Emotion wheel الذي يمكن المستخدم من اختيار الحالة الحسية أو العاطفية التي تشعره بها الأغنية. ويمكن استخدام هذا الابتكار في العديد من التطبيقات في المستقبل٬ فعلى سبيل المثال قد يساعد على تصنيف مكتبات الأغاني الهائلة مثل مكتبة آي تيونز itunes وفق الإحساس والعواطف.
وناقشت فقرة “سكاي نيوز عربية” مكافحة القرصنة في العصر الرقمي، وتناول عدد من الخبراء قضية تزايد أعمال القرصنة. وقال سعادة الدكتور رياض نجم، رئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع في المملكة العربية السعودية، ” إننا في منطقة الشرق الأوسط نقف في منتصف الطريق بالنسبة لموضوع القرصنة، فإذا قارنا نسبة القرصنة في المملكة العربية السعودية على سبيل المثال التي تبلغ بين 30 و40 في المائة مع بلد مثل الصين لوجدنا فرقاً شاسعاً، ففي هذه الدولة الآسيوية وصل محتوى وسائل الإعلام المقرصن إلى ما نسبته 90 في المائة”. وأوضح سعادة الدكتور نجم، أن ثلثي المحتوى المقرصن موجود في أمريكا الشمالية وأوروبا، وقال إن القراصنة باتوا يعتمدون أساليب تكنولوجية متطورة وهناك خبراء يقومون بتصنيع أجهزة القرصنة، وقال: “إن آلية التفكير في العالم العربي لا تجد حرجاً في سرقة مواد إعلامية وترفيهية، فهم لا يعتقدون بحرمة هذا الشيء رغم قناعتهم بحرمة السرقة عموماً نظراً لتأثير خلفياتهم الدينية والإيمانية”.
فيما أوضح سام بارنيت، الرئيس التنفيذي لمجموعة MBC، أن القرصنة تؤثر كثيراً على مجموعة mbc وتكبدها خساثر فادحة، وقال إننا لمسنا في السنوات الماضية تراجعاً في شعبية قناة الأفلام لدينا، وحين بحثنا عن الأسباب وجدنا أن القرصنة هي السبب. وأكد بارنيت أن القرصنة في الشرق الأوسط ليس لها مثيل في العالم، فالقراصنة يقومون بسرقة مواد إعلامية ويقومون ببثها على قنوات تلفزيونية، مشيراً إلى أن أكثر من 96 قناة تقوم بذلك.
وشرح غريغ سويتنج، الرئيس التنفيذي للشؤون القانونية في twofour54، أن القرصنة تصنف ضمن جرائم انتهاك الملكية الفكرية، وقال بأنه يجب مكافحتها من خلال تطوير القوانين وإدخال التعديلات عليها، مؤكداً أننا بحاجة إلى مسار قضائي متكامل لملاحقة هؤلاء المجرمين. وأضاف بأن تجربة الإمارات في مكافحة القرصنة تعتبر الأنضج على مستوى المنطقة وذلك بفضل تضافر جهود الحكومة والأجهزة المعنية بهذا الصدد.
وقدم ريتشارد غيلفوند ، الرئيس التنفيذي لشركة “آي ماكس” كلمة بعنوان الحدث الكبير القادم الذي سيتصدر الواجهة، ركز فيها على تأثير العولمة في تغيير صناعة السينما.
وصرح بأن 70% من عائدات أفلام هوليوود اليوم باتت تأتي من الأسواق العالمية خارج الولايات المتحدة ٬ وتوقع بأن تصبح الصين السوق الأكبر عوضاً عن الولايات المتحدة خلال السنوات الثلاث المقبلة. كما وأكد على أن النجاح في صناعة السينما المستقبلية تعتمد على فهم العولمة وتأثيراتها٬ وأضاف بأن العولمة أضفت جانباً ديموقراطياً على الصناعة٬ حيث يتوجب وضع الجمهور العالمي بعين الاعتبار قبل الشروع في أي إنتاج سينمائي.
وقال غيلفوند بأنه أصبح بالإمكان إنتاج الأفلام الهوليوودية في أي مكان في العالم بفضل التقنيات الحديثة والمتطورة باستمرار. وأعطى مثالاً على تصوير مقاطع لأحدث الأجزاء من فيلمي “حرب النجوم” و”الغضب” في أبوظبي٬ والتي سهلها أيضاً تقديم لجنة أبوظبي للأفلام استرداداً نقدياً بنسبة 30% على نفقات الأفلام التي تصور في المدينة. وقدم منصور خان، مدير الشرق الأوسط وجنوب آسيا في شركة “كانتار ميديا” عرضاً تفاعلياً حول مستقبل جمهور التلفزيون، تناول خلاله الحديث عن أهمية التلفزيون كوسيلة إعلامية برغم كل المتغيرات والتطورات في صناعة الإعلام والتي اعتبرها مكملة للتلفزيون وليست منافسة له. وقال بأن التلفزيون لا يزال الوسيلة الإعلامية الأكثر جذباً للجماهير وهو يسيّر الوسائل الإعلامية الأخرى بشكل كبير
٬ سواء كانت المشاهدة على شاشات كبيرة أم على شاشات الأجهزة المحمولة. وتحدث أيضاً عن نشوء أسواق جديدة في التلفزيون مثل سوق المشاهدة عند الطلب٬ وهذه الأسواق تشكل تحديات وفرص في ذات الوقت. وفي جلسة أدارها جيفري كول، مدير مركز المستقبل الرقمي، USC Annenberg بعنوان التلفزيون – الدور الاجتماعي آخذ بالتراجع، ناقش المتحدثون مستقبل الهواتف الذكية والتلفزيون. وجمعت الجلسة أربعة من الخبراء منهم نارت بوران مدير عام قناة سكاي نيوز عربية، وسامر عابدين الرئيس التنفيذي لخدمة الفيديو عبر الإنترنت “إستكانة”.
وقال بوران، “هناك أربع ركائز رئيسية وثابتة لصناعة الأخبار٬ وهي المقدرة على تقديم البث المباشر وجودة المحتوى حيث يكون لديك أخبار حصرية ومراسلون من قلب الحدث٬ والسرعة في إيصال الخبر وأخيرا التفاعلية٬ وهي مفهوم جديد نسبياً إلا أنه بات اليوم بالغ الأهمية”
وأضاف: “علينا أن نغير تفكيرنا اليوم بأن نعتبر أنفسنا منصة٬ وليس مجرد قناة. يبقى التلفزيون وسيلة إعلامية هامة إلا أنه علينا التغيير من أسلوب الإنتاج والتوزيع ليواكب التطورات الحالية.”
فيما تحدث عابدين عن أن الأهمية تكمن في المحتوى نفسه٬ وليس في الشاشة التي تستخدم لمشاهدة التلفزيون. وأضاف: “هناك بعض الفروقات التي ينبغي مراعاتها٬ فعلى سبيل المثال ينبغي تخصيص عروض أقصر تناسب شاشات أجهزة المحمول الصغيرة٬ وترك العروض الأطول للشاشات الكبيرة.” بعد ذلك، قدم الشقيقان محمد وبيمان العوضي مؤسسا شركة “بيتا بلانيت”، عرضاً ممتعاً حول نوعية المحتوى المقبل.
وقال محمد وبيمان المعروفان باسم “الأخوان بيتا”: “سافرنا لأكثر من 24 دولة في 6 قارات حول العالم في العامين الأخيرين لإنتاج برنامجنا “بيتا بلانيت”، وهو برنامح سياحة اجتماعية٬ يهدف لإعطاء العرب صوتاً يعبرون من خلاله عن قصصهم للعالم بأسره.” وقال محمد: “وصلنا من خلال البرنامج إلى 50 مليون مشاهد عبر شاشة دبي ون٬ بالإضافة لحصولنا على مليار تفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي.”
وأضاف بيمان: “إننا نسافر إلى كل مكان بلباسنا الوطني٬ وذلك لنتمكن كعرب وإماراتيين من سرد حكايتنا بأنفسنا ٬ ولنتمكن من تغيير الصورة السائدة التي يرويها غيرنا عنا.”
وعمل الأخوان بيمان أيضاً على أكبر حملة ترويج سياحية على الإطلاق على شبكة التواصل الاجتماعي “انستغرام”٬ وذلك بتكليف من دائرة السياحة والتسويق التجاري الخاصة بحكومة دبي. بالإضافة لذاك٬أعلنا بأن الخطوة التالية لبرنامج “بيتا بلانيت” هي فصله إلى ثلاثة برامج متخصصة٬ أولها يهتم بسرد حكايات الناس٬ والثاني عن المغامرات ٬ والثالث عن الأطعمة والمأكولات.
وفي ختام اليوم الثاني قدم ساتيان جاجواني، الرئيس التنفيذي لشركة “تايمز إنترنت” عرضاً بعنوان وسائل الإعلام وجيل الألفية، وتحدث
المشاركون حول نمو الأسواق الناشئة في الألفية الجديدة وما رافقا من تداعيات التباطؤ الاقتصادي العالمي والعولمة.
للاطلاع على برنامج القمة المُفَصّل وقائمة المتحدثين، يرجى الضغط هنا.